وضح اهمية النصيحة وانعكاسها على حياة الفرد ورقي المجتمع؟
للنصيحة في الدين مكانتها عظيمة، ومنزلتها عند الله عالية رفيعة، وشأنها عظيم في حياة الفرد والأمة على حد سواء , فهي أساس بناء الأمة, وهي السياج الواقي بإذن الله من الفرقة والتنازع والتحريش بين المسلمين عامة.
وحاجة كل إنسان للنصح لا تقل عن حاجته إلى العناصر الضرورية كالطعام والشراب والملبس والمسكن والهواء، لذلك حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الدين فيها فقال فيما أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ." (1)
وقد اختلف العلماء في حصر الدين في النصيحة - الذي ورد بالحديث - هل هو حصر مجازي أم حقيقي؟، فقال بعضهم كالمناوي وابن علان : حديث الدين النصيحة أي هي عماد الدين وقوامه كقوله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة " (2) فهو من الحصر المجازي لا الحقيقي ، أي أنه أريد المبالغة في مدح النصيحة حتى جعلت كل الدين وإن كان الدين مشتملا على خصال كثيرة غيرها (3) . وقال غيرهم كابن رجب : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن " الدين النصيحة "، فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل ، وسمى ذلك كله دينا ، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها ، وهو مقام الإحسان ، فلا يكمل النصح لله بدون ذلك ، ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة (4) .
وقال ابن حجر العسقلاني : يحتمل أن يحمل الحديث على ظاهره لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين (5) .